يا وَيْحَ قلبيَ مِن ذِكرى ومِن صُوَرٍ
تَسري بخَفقٍ شديدٍ في شراييني
تُعيدُ لي وَلَعَ الهُجْران في شَغَفٍ
بين الفؤادِ لها نَزْفٌ يواريني
بها أُقَلِّبُ بين الصَّدرِ صَفحتَها
سِفْرَ [1] الشُّجون ودَمعي لا يُماريني
سَهرتُ ليليَ في تَجديدِ أحرفَها
لكنَّ دَمعي تَفَشا في مَضاميني
فسال دَمعيَ بين الحِبرِ في نَسَقٍ
تَركتُ حِبري فإنَّ الدّمعَ يَكفيني
غدَت مَحاجر عينِي كالدَّواةِ [2] ، كما
صارَ النَّشيج يراعاً خَطَّ مِن دوني
يا أحرفَ الحُزن يا ذِكرى تُؤرِقُني
ألمْ تَكُفِّ عن الإمْعانِ في هُوني !؟
في صَفحةٍ مِن شِغافِ القلبِ أحرُفها
هَيهاتَ يَستوعبُ القُرطاسُ مَضموني
لقدْ غَدوتُ طَليقَ الخَطوِ في قَفصٍ
كالتيهِ [3] لكنْ بهِ حالي كَمَسجونِ !
أسيرُ أخطو على رَمضاءِ طَعنتِها
نَحوَ السَّرابِ وظَني عَذْبُ يَرويني!
مَن يَمتَطي صَهوةَ الذّكرى فتوصِلهُ
جديدُ آهٍ وأنَّاتٍ لِمَطعون ِ
تالله أفتأُ [4] عن نِسيانِ طَعنتها
مادمتُ في الأرضِ حتى التُّرْبُ يَعلوني
------------------------
شعر / سلطان سالم بن شيخان الكلباني
[٢٠٠٢م]
الإمارات العربية المتحدة
====================
[1] السِّفْرُ : الكِتابُ .
[2] الدَّواةُ : المِحبرة ؛ وعاءٌ يوضع فيه الحِبر.
[3] التِّيهُ : الصحراء الواسعة .
[4] فَتِأ : فَتِئ ؛ أي مازال؛ مختصة بالجحود؛ وفي القرآن : {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} أي : ما تفتأ ؛ أي : مازلت تتذكر يوسف.