في عجالة أسطر ومن نافذة الأزمة العراقية الجديدة والمظاهرات المتسعة هناك ...إيران وتعاملها إلى أين؟
إيران في أزمة خارجية كبيرة بسبب خروج أمريكا من الإتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها عليها وانعكاس ذلك على الداخل الإيراني الإقتصادي والسياسي ..
إيران غير مرحب بوجودها في سوريا وهناك تحركات لإخراجها من هناك _ أو على الأقل تحجيمها _ بعد وضوح إقصائها في كثير من الترتيبات الأخيرة في سوريا والتي نشأت بين روسيا وأمريكا وإسرائيل وغيرهم....
إيران تعيش مراحل قرب الهزيمة النهائية في اليمن ...
فوق تلك الأزمات الخارجية التي تكبل إيران فإنها تعيش أزمة داخلية جدية خطيرة تتطور كل يوم ... أزمة اقتصادية تقترب من الإنهيار الشامل.. أزمة أقليات عرقية ومذهبية عانت من الظلم لعقود ... أزمة دينية شيعية في ولاية الفقيه بين المرجعيات ....أزمة التناقضات والتضاد بين أقطاب الحكم ... أزمة معارضة التدخلات الخارجية وتبديد أموال الشعب الإيراني بدعم المليشيات الطائفية في المنطقة .
فإذا خرجت إيران من العراق بعد كل ما سبق فإن خرز العقد الإيراني يكون قد فرط.. وستكون إيران في حكم من يقف أمام حبل المشنقة بانتظار تنفيذ حكم الإعدام !
لذلك فإنه من المرجح جداً أن تلجأ إيران لسياسة تصدير الأزمات والهروب إلى الأمام التي طالما مارستها كما هو حال كل الأنظمة الراديكالية المتطرفة ... ويبدو أن هذه المرة لن يكون شكل تصدير الأزمة نمطياً اعتيادياً بل هو أقرب للانتحار وتفجير المنطقة بعد وضوح المصير وحتمية النهاية للنظام الإيراني .
فلو أخرجت إيران من سوريا والعراق وهزمت في اليمن فإن سقوط النظام سيكون تلقائيا من الداخل الإيراني الملتهب أصلا . فالشعب هناك لن يرضى بنظام أنهكه معيشيا وتعسفا باسم ولاية الفقيه والقدس وآل البيت ثم يراه مقبلاً من غزواته الخارجية يجر ذيول الهزيمة والذِّلة.
فالحل : إشعال حرب إقليمية طاحنة لتصنيع أوراق جديدة للتفاوض عليها لترتيبات جديدة في المنطقة يستعيد فيها النظام إنتاج نفسه .
هذا الحل وإن كان غير عاقل في نظر العقلاء المتبصرين إلا أنه معتاد في تاريخ أنماط النظام الإيراني المتخم بالجنون والمغامرات الدموية في خارج الحدود والإستماتة الشرسة في البقاء والتوسع .
فهل ستلجأ إيران لهذا الخيار المدمر أم أنها أضعف من أن تفعلها؟
وإن كانت أضعف من أن تفعلها فهل تُغَلِّب قول القائل : (أنا ومن بعدي الطوفان) !؟
مجرد رأي .
بقلم / سلطان الكلباني
20/7/2018