الخميس، 31 يناير 2019

لا يضُرُّهم ألَّا يَعرِفَهم عمَرُ، لكنَّ اللهَ يَعرِفُهم

(ذكر الطبري في تاريخه أنه لما قدم البشير يبشر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله بنصر المسلمين في معركة نهاوند على الفرس قال: أبشِرْ يا أميرَ المُؤمِنين بفتْحٍ أعَزَّ اللهُ فيه الإسلامَ وأهْلَه، وأذَلَّ فيه الشِّركَ وأهْلَه، وقال"، أي: عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه، "النُّعمانُ بعَثَك؟" أي: هو الَّذي أرْسَلَك بالبُشرى؟ يَطمئِنُّ عمَرُ بذلك السُّؤالِ على حياةِ النُّعمانِ قائد جيش المسلمين، قال الرَّجلُ المُرسَلُ: "احتسِبِ النُّعمانَ يا أميرَ المُؤمِنين"، أي: احتسِبْه عندَ اللهِ، "فبَكى عمَرُ واسْترجَعَ"، أي: قال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، فقال عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه للرَّجلِ: "ومَن ويْحَكَ؟!" أي: ومَن قُتِلَ أيضًا؟ قال الرَّجلُ: "فلانٌ وفلانٌ، حتَّى عدَّ ناسًا، ثمَّ قال: وآخرينَ يا أميرَ المُؤمِنين لا تَعرِفُهم"، أي: لكثرةِ قَتْلى المُسلِمين مِن مُختلفِ النَّاسِ والأمصارِ، "فقال عمَرُ رِضوانُ اللهِ عليه وهو يَبْكي: لا يضُرُّهم ألَّا يَعرِفَهم عمَرُ، لكنَّ اللهَ يَعرِفُهم.) 

 (لا يضُرُّهم ألَّا يَعرِفَهم عمَرُ، لكنَّ اللهَ يَعرِفُهم.)

كم ممن ذهب للعمرة أو الحج والتقط الصور حتى علم القاصي والداني أن فلاناً في حرم الله !

وكم ممن تصدق والتقط الصور وهو يناول المحتاج المال أو الطعام أو زجاجة ماء !؟
حتى علمت الأمة أنَّ فلاناً قد تصدق اليوم .!

وكم ممن فتح مصحف وصور  بين يديه مُصحفه .

بل شاهدنا من يصلي ووكَّلَ من يصوره وهو في ركوعه وسجوده !؟

كم وكم وكم .....

فأين هؤلاء من قوله صلى الله عليه وسلم: "....ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ... " !؟

والبعض قد علم يمين العالم وشماله ما قرأ وما أنفق وما صلى وما اعتمر وما حج .... الخ!!

هل يفقه هؤلاء المصورون لأعمالهم قول الفاروق : (لا يضُرُّهم ألَّا يَعرِفَهم عمَرُ، لكنَّ اللهَ يَعرِفُهم.) ؟

 فإن كنتم تعبدون الله فهو يراكم أينما كنتم ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأرحموا أنفسكم لعلكم تُرحمون.

وسلام على الذين يفقهون .



✒ / سلطان سالم الكلباني 31/1/2019