الجمعة، 12 فبراير 2021

حوار الدموع

أَبَتي لماذا السَّعدُ عن وَجهي أشاحْ !؟

ولماذا هذا المُرُّ من بعدِ القَراحْ !؟


أَبَتي تَمنيتُ الحياةَ بِظِلِها 

وأزورها عند العَشيَّةِ والصَّباحْ


وأُسَمي بِنتي حينَ تُشرقُ باسمها

وأرى رِضاها حينَ تُقبِلُ بانشراحْ


وفي المسا في دَوْحِها معَ إخوتي

في مَجلسٍ من عِطرها كالورد فاحْ


أَبَتي أراها مِثلَ طَيفٍ باسمٍ

ودُموعُ عينِي في فؤادي كالرِّماح


أبتاهُ للأشواقِ سهمٌ نافذٌ

و عَجزتُ أُخفيها فصارت كالبَواح


أنا طِفلةٌ أَبتاهُ لكنَّ الأسى

كالسَّيلِ داهَمني في بَكْر الصّباح


أَيَظُنُّ مُهديني المَلاعبَ والدُّمى

قلبي سَلاها أو يُشاغِلُني المُزاح ؟


ما حيلة الأغصان يا أبتي لإنْ

قد حَتَّت الأوراقُ في عَصفِ الرِّياح!؟


فأجَبتُها والعينُ تُخلِفُ عَهدَها

أنْ لا تُريها من دُموعكِ والنُّواح :


يا لُبَّ قلبي يا ضِياءَ نَواظري

يا روحَ روحي كُفي عن نَكْءِ الجِراح


إنَّا وإنْ غابت رَفيقةُ دَربنا 

فيَقينُنا بالله في الدُّنيا سِلاح


نَمضي على دربِ الحياة وملؤنا

أملٌ لعلَّ الحُزن عن قُربٍ يُزاح


وعسى جروحُ الرُّوح يَبرأ نَزفها

والوعدُ أنَّ العُسْر يَعقُبهُ ارتياح


وعسى إله الكون يَجمعُ شَملنا

في جنةِ الفردوس فيها المُستَراح


=================

شعر / سلطان سالم بن شيخان الكلباني

          الجمعة 12/2/2021