الجمعة، 17 يناير 2020

منابر ضِرار ؛؛؛ كلمات في طرفي حبل مشنقة التطرف : التكفير والتنوير

‏إنَّ الفتاوى الشاذة والآراء النشاز ليست بأقل خطورة على الدين والمجتمع من فتاوى التفجير والتكفير والتي تُحارَب على جميع الأصعدة.

لكنك ترى اليوم أنَّ المنابر تَعُج بصُنّاع الشذوذ الديني والفكري والمزورين في تاريخ الأمة والمُطَبِلين لهم الراقصين على ضجيجهم دون لجام ولا زمام ! . حرية تامة ومجال مفتوح ، تحت شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها مِن قِبَلِها العذاب ! كحرية الرأي والتفكير وإعمال العقل والديمقراطية والليبرالية  ...الخ وليتَصَور العاقل فداحة المآل‏ ومرارة الحال .

ومِنَ العَجائب أن يُزعم أنّ هذا النهج الإباحي الذي يستبيح حمى الديانة  فيَحُل عُرى العقيدة ويضرب بقواعد الدين عرض حائط الباطل ، ثم يُعرِّج على العبادات والأخلاق تحريفاً وتهتكا ، ويقطع بخنجره المسموم روابط الأسرة المسلمة بفتاوى سائبة خائبة ؛ أن يُزعم أنه النهج الأمثل لمحاربة التطرف والتشدد ! فانتقلوا بذلك من تطرف إلى تطرف .

وهذا زعم كاذب وتقمص خبيث بَيِّنُ الدناءة والخِسَّة ! فإنما هو في حقيقتة استغلال لدعوى محاربة التطرف والتشدد للطعن في الإسلام وتشويه شريعته بطريقة أخرى تقابل أولئك التكفريين . فدعوى محاربة التطرف والإرهاب أصبحت اليوم صهوة كل ذي غرض خفي أو جلي  حتى تزاحم عليها مدعو الفروسية ممن لم يرث ولو ظهر حِمار  وأحالوها منبر ضِرار .

و واقع الأمر أن هذا الفريق في سباق مع فريق التكفيريين أيهما يهدم الإسلام بأخبث الطرق وأسرعها !‏ يمسك التكفيري الخارجي بطرف الحبل ويمسك التنويري العلماني بطرفه الآخر ليِشُدَّ ذاك بشعار التمسك بالدين بزعمه ويِشُدَّ هذا بشعار ‎التنوير والحرية بزعمه ، والحبل ملتفٌ حول رقاب المسلمين لخنقهم مع ما يصاحب هذا من إرهاب فكري واستحواذ وتسخير إعلامي واضح للعيان ! وكل طرف منهما وراءه من يَؤزهُ أزاً فكلاهما متطرف كذاب خَدّاع خبيث لهُ مآربهُ ومن يعمل لصالحه.


سلطان سالم بن شيخان الكلباني
٢٠٢٠/١/١٧م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق